رسالة من سياحة “الطائف” لأمير المنطقة الجديد
نرى فك الازدواجية الإدارية المُتمثلة في وجود مرجعيتين للسياحة في المُحافظة الأولى تُسمى " فرع هيئة السياحة بمحافظة الطائف " ، " والثانية يُطلق عليها " اللجنة العامة للتنشيط السياحي "
د. محمد عثمان الثبيتي
الأحد 19/01/2014
صحيفة المدينة
بداية نُهنئ صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز بصدور الأمر السامي الكريم بتعيينه أميراً لمنطقة مكة المكرمة ، وندعو الله له بالسداد والتوفيق ، ونضع أمام سموه - الذي وَسِع صدره منطقة نجران وعبرت عن ذلك بحفل توديعي أسطوري لأميرها المنتقل منها إلى موقع آخر - نضع آمالاً يتضمنها هذا المقال ، نسوقها إلى سموه طامعين - فقط - في التغيير للأفضل لمدينة تتميِّز بإرث تاريخي وثقافي عريق جعلها مقصداً في الجاهلية والإسلام ، ومنحها الله مُقومات طبيعية بوأتها مكانة مرموقة بين الوجهات السياحية ؛ ولكن لا زالت الطائف – عروس المصائف – تحتاج للكثير والكثير من إعادة النظر في آليِّات العمل التي تُحرِّك الراكد في المسار السياحي ، لعلي أُلخصها في النقاط التالية :
• ضرورة وجود جهاز احترافي - وأُركز على احترافي - للإشراف على تنفيذ المشروعات السياحية التي - للأسف - تُدار بفكر كلاسيكي لا يتماشى مع أبسط مقومات التسويق السياحي المُطبَّقة في المدن السياحية على مستوى العالم ، وأجزم أن تشكيل هذه الجهاز ليس بالشيء المُستحيل بقدر ما يحتاج جرأة في اتخاذ القرار بإزاحة المُجتهدين والاستعانة بالمُتخصصين .
• فك الازدواجية الإدارية المُتمثلة في وجود مرجعيتين للسياحة في المُحافظة الأولى تُسمى « فرع هيئة السياحة بمحافظة الطائف « وتتبع إدارياً الهيئة العامة للسياحة والآثار ، « والثانية يُطلق عليها « اللجنة العامة للتنشيط السياحي « وتتبع إدارياً محافظة الطائف ، ولا أدري ما هي الأدوار التي تقوم بها كل جهة ، على الرغم من أن كلتيهما تقومان بالإشراف على السياحة ؟!
• تخفيف سيطرة رجال الأعمال والتشكيل الرسمي لمديري الدوائر الحكومية على تشكيل مجلس التنمية السياحية في المحافظة ، وإعطاء فرصة للمهتمين والمُتخصصين من أبناء المحافظة لدخوله ؛ بهدف تنشيط العمل وعدم اقتصار الاهتمام على الجانب الاقتصادي فقط وإغفال الجوانب الأخرى .
• نشر ثقافة السياحة عن طريق القنوات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي وإعداد خرائط توضيحية للأماكن السياحية ، وإعداد بروشورات تفصيلية لها بحيث تكون تحت مظلة رسمية وليست فردية ؛ لكي يأتي السائح وهو يمتلك من المعلومات ما يُجنبه ضياع الوقت ، والتوهان في السؤال والاستفسار عن الموقع الفلاني أو المكان العلاني .
• استخدام مداخل المدينة من كل الجهات للترحيب بالزوار عن طريق لوحات إلكترونية تعمل على مدار الساعة ، وتبث بعض الأخبار عن المدينة وأبرز مواقعها ؛ لكي يشعر الزائر بأن ثمة اهتماماً ينتظر قدومه ، ويشعره - نفسياً - بأن الطائف وأهلها يُرحبون به وإن عز لقاؤهم به .
• إعادة النظر في الفعاليِّات المُنفذة في الخطة التي تُقرَّ من الجهات ذات العلاقة بالسياحة ؛ فالمُلاحظ أنها تكرار لما يُنفذ في كل عام دون وجود تجديد أو تطوير في مناشطها ، بل هي استنساخ لبعض الممارسات في الدول المجاورة وإهمال التراث الداخلي ؛ فأقترح أن يُعاد للموروث الشعبي للمنطقة هيبته من خلال إعداد برنامج مُتكامل يُعرض بشكل مُستمر في ساحات تُعد لهذا الغرض ، ويُعلن عنها إعلامياً .
• إعادة النظر في تصنيف الفنادق والشقق المفروشة بناءً على السعة ومستوى النظافة والخدمة التي تُقدمها ؛ وبالتالي تحديد الأسعار لكل وحدة سكنية ، وعدم ترك الحبل على الغارب لأصحابها في المُتاجرة بسمعة المدينة على حساب تضخم أرصدتهم المادية .
• تكثيف الرقابة المُستمرة على المتنزهات المُشغلَّة من قِبل المُستثمرين ، وتطبيق الإجراءات والتي من أولها « عدم فرض رسوم للدخول على كل فرد من أفراد العائلة قَبْل تخطي بوابتها « ، ناهيك عن الأسعار المُبالغ فيها للمطاعم ومُلحقاتها داخل هذه المُتنزهات .